أجواء رمضانية «تعانق» شوارع شمال غزة بين أطلال القصف

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

رغم الدمار الهائل الذي ألمّ بقطاع غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي، إلا أن نسمات شهر رمضان المبارك بدأت تتسلل إلى بعض شوارع شمال غزة بتجمعات لشراء وجبات الإفطار الغائبة، وكذلك فوانيس رمضان التي يحملها الأطفال بأيديهم، في انتظار نهاية للحرب وعودة السلام مرة أخرى.

وعادت بعض مظاهر شهر رمضان المبارك في شمال القطاع، حيث يسعى الأهالي إلى إعادة صنعها بأيديهم بصمود يحمل بصيصًا من الأمل بعودة الحياة كما كانت قبل الحرب.


محاولات الغزاويين لإحياء أجواء رمضان

وقال أحد سكان شمال القطاع المنكوب بينما كان يحاول صنع الحلويات: إنه "رغم كل الدمار والمأساة التي عاشها شعبنا، فإننا مصممون على الحفاظ على أجواء رمضان التقليدية التي اعتدنا عليها كل عام، ونتمنى عودة الحياة الطبيعية كما كانت قبل الحرب"، حسبما أفادت به "العربية" الإخبارية.

ومع تجمع الناس حول الحلويات، يبدو الشوق في عيونهم لرؤية غزة كما كانت قبل الحرب، مع تساؤلاتهم: "هل يمكن أن تعود الحياة مرة أخرى؟ هل يمكن أن نعود إلى ما كنا عليه قبل الحرب؟".

ومن بين الأجواء الرمضانية التي جاءت بطريقة مختلفة هذا العام في غزة، ظهرت أبسط وسائل الترفيه للأطفال والألعاب التي لم تكن في مكانها المعتاد، ولكنها ترسم ابتسامة على وجوه هؤلاء الأطفال الذين عانوا منذ بدء الحرب الإسرائيلية.

وقال أحد بائعي الألعاب الصغيرة في غزة عبر قناة "العربية": "إننا نحاول جاهدين أن نخفف من معاناة هؤلاء الأطفال الذين تعبت نفوسهم، ونسعى لإضفاء بعض الفرحة والسرور بعيدًا عن أجواء الدمار التي تحيط بنا، ولكن الظروف الاقتصادية أيضًا الصعبة تجعل الأمر أكثر تعقيدًا".

وفي الوقت نفسه، تتجمع العائلات في محاولة لشراء وجبات الإفطار، وسط صعوبة الحصول على الطعام وتفشي الجوع في كل مكان، مما يجعل الوضع أكثر صعوبة على جميع السكان.

وأكد أحد سكان شمال غزة أن الأهالي في شمال القطاع المنكوب يبحثون في كل مكان للعثور على بعض الطعام، ولكن للأسف لا يوجد أي طعام أو شراب أو حتى إفطار في شهر رمضان.

وبعد أن اختفت زينة رمضان التي كان شباب غزة يعتادون تعليقها في الشوارع جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ ستة أشهر، قررت قلة قليلة من الناس القادرين على إعادتها إلى الشوارع.

وقال أحد سكان شمال قطاع غزة، وهو البائع الوحيد للزينة في مخيم معسكر جباليا: "إنني أحاول إعادة أجواء رمضان في المنطقة، ورغم قلة حركة البيع إلا أنني أرغب في إسعاد الناس في هذا الوضع".